يرى البعض أنه لا مبرر للخوف من السلفيين ... لا داعى لأن نمنحهم أكبر من حجمهم ، لكن ما يحدث على الأرض الأن لا يبشر بأى خير ، لم نكن الذين رصدنا ما جرى ، ولكن تقارير جمعيات حقوق الإنسان هى التى وضعت أيدينا على انتهاكات السلفيين للحريات العامة وحقوق الإنسان .
كان الانتهاك واضحا فى أول احتكاك بين السلفيين والمواطنين خلال الجولة الأولى من الانتخابات التى خرج أصحاب اللحى وهم عازمين على أن يخضعوا الناس جميعا إلى إرادتهم ورغباتهم ومايريدون .
رأينا على شاشة قناة " أون تى فى " كيف تحرش شباب السلفيين بمذيع القناة ، لأنه قال ما لم يعجبهم أو يصب فى مصلحتهم ، كان يتحدث عن مخالفتهم للقانون من أمام لجنة السيوف بالإسكندرية فحاولوا منعه من الكلام ، ولم يمنعهم من التعدى عليه إلا أن كلامه كان مباشرا على الهواء.
تقارير جمعيات حقوق الإنسان رصدت كذلك خناقة بين الإخوان والسلفيين بالنسج والمطاوى ، عندما طالب السلفيون بعدم التصويت للمستشار محمود الخضيرى بحجة أنه شيعى .
كما كان هناك مشهد دال ، فقد روت سيدة فى الثانية والخمسين من عمرها أنها تعرضت للضرب بشومة على رأسها أثناء ذهابها للتصويت بمدرسة حسان التجريبية للغات بمدينة نصر للإدلاء بصوتها الانتخابى لأنها غير محجبة ، بل قام شباب السلفيين بقذفها بألفاظ مهينة طالت الأب والأم ونعتوها بالفاجرة لثقتهم بأن صوتها ليس فى صالحهم .
كما رصدت منظمات حقوقية تصاعد العنف النسائى من قبل مناصرات التيارات الدينية حيث تعرضت إحدى السيدات للطعن بألة حادة ( سيخ حديدى ) على يد سيدة منتقبة مناصرة للتيار السلفى بعدما رفضت الإدلاء بصوتها لصالح الحزب ... وذلك بدائرة الزيتون بمدرسة انصاف سرى.
كان المشهد اكثر عنفا عندما تعرضت احدى الناشطات للضرب على يد سلفيين امام لجنة انتخابية لقيامها بتوثيق اجتذابهم للناخبين امام اللجان عن طريق الفيديو فقاموا بضربها للحصول على الكاميرا وهذه المرة كان أبطال الواقعة من الرجال ضد امرأة ولم تمنعهم معتقداتهم بعدم احتكاك رجال بامراة من التهجم عليها.
السياسة جعلت المتطرفين يضعون جميع المبادىء والقوانين تحت أحذيتهم من أجل دخول البرلمان اليوم ، وغدا اذا حالفهم الحظ وليس الاحترافى دخول الحراك السياسى سوف نشاهد مواقف وطرائف اشد وطأة من التى أثبتها التقارير الرسمية للجمعيات المدنية والأهلية والقنوات الإعلامية ، منها مثلا تقارير شبكة " مراقبون بلا حدود " لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان التى تؤكد أن المشاجرات الحادة والعنيفة التى تسبب فيها التيار الدينى كانت أشد وأعنف مما تسبب فيه بلطجية الانتخابات ... كما يطلقون عليهم .... وهو ما رصدته الشبكة فى حدوث مشاجرات عنيفة من قبل حزب النور السلفى أمام عدة لجان بالمطرية وعين شمس ، وحدوث أول حالة عنف انتخابى باطلاق الرصاص بالاقصر وإصابة 3 مواطنين .
ومن " مراقبون بلا حدود " إلى رصد لائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات والمكون من الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعة ، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ، مركز ووسائل الاتصال الملائم من أجل التنمية " act " والذى أكد قيام بعض أنصار حزب النور السلفى بالإسكندرية بمنع عروس " سلوى مدنى سعد عبد الرحيم العزومى " من الإدلاء بصوتها فى جولة الإعادة من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب ، حين توجهت مرتدية فستان الزفاف ، إلى لجنة مدرسة كينج مريوط الابتدائية ، التابعة لإدارة برج العرب التعليمية ، للإدلاء بصوتها فى جولة الإعادة .
والد العروس كان مرشحا على مقعد الفئات الفردى ، بالدائرة الرابعة فى الإسكندرية ، وقد اضطر إلى الاعتذار للصحفيين ومغادرة المكان ، خوفا من إثارة مشكلة أو تعرض ابنته لأذى .. فأهدر التيار السلفى فرحة عروس يوم عروسها ليثبت للجميع بأنه خارق لكل المعايير القانونية لممارسة الحقوق السياسية .
هنا الوقائع لا تكذب ... وهو ما يجعلنا نتأمل قليلا فيما نحن مقدمون عليه ، إننا أمام مجموعات تتشكل بطريقة تلقائية من شباب السلفيين والمتنقبات تهاجم النساء غير المحجبات ، وإذا كانت هذه الوقائع حدثت أيام الانتخابات ... فمن المتوقع أن تحدث فى الشوارع العامة ، وهو ما يحدث الان بالفعل ، فهناك من شباب السلفيين من يستوقفون سيدات غير محجبات فى الشوارع ويوجهون لهن إهانات بالغه ، بل إن بعضهم يبصق فى وجوههن ، على اعتبار أن هذه الطريقة يمكن أن تكون رادعا لهن فلا يخرجن دون حجاب .
هذا المقال ليس له رابط على الانترنت